خلفية ومشاكل بطاقة الدفع
منذ هذا العام، تم إصدار بطاقة الدفع لطالبي اللجوء في هامبورغ وغيرها من المدن الألمانية. وقد أثارت هذه البطاقة، التي تم تقديمها في الأصل لتبسيط إدارة الإعانات الاجتماعية ومنع إساءة استخدامها، جدلاً منذ طرحها. ويشكو المنتقدون من أن بطاقة الدفع تنطوي على تمييز ضد طالبي اللجوء وتقييد حريتهم الشخصية بحرمانهم من الحصول على النقود.
حكم محكمة هامبورغ الاجتماعية في هامبورغ
في 24 يوليو 2024، قضت محكمة هامبورغ الاجتماعية في هامبورغ بعدم قانونية بطاقات الدفع بدلًا من النقد. نشرت صحيفة Tagesspiegel تقريرًا عن هذا الأمر، نقلاً عن مؤسسة Pro Asyl وGesellschaft für Freiheitsrechte، التي قدمت معلومات عن الحكم.
تقول المحكمة إن عدم الحصول على المال ينتهك كرامة طالبي اللجوء. يجب أن يكون طالبو اللجوء قادرين على أن يقرروا بأنفسهم كيفية إنفاق أموالهم. وترى المحكمة في ذلك انتهاكًا للحقوق الأساسية المنصوص عليها في القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وجهة نظر طالبي اللجوء
هذا الحكم هو خبر سار للعديد من طالبي اللجوء. يقول محمود من سوريا: "لقد قيدتني بطاقة الدفع. لم يكن بإمكاني التسوق في كل مكان وكنت في كثير من الأحيان أعتمد على المساعدة. أما النقد فيمنحني المزيد من الحرية والكرامة." وتضيف أمينة من إريتريا: "مع النقد، يمكنني أن أقرر بنفسي كيف أريد إنفاق أموالي. بطاقة الدفع تعاملني كشخص من الدرجة الثانية. يُظهر الحكم أن حقوقنا مهمة."
ردود الفعل على الحكم
تباينت الآراء حول الحكم. فقد أعربت منظمات حقوق الإنسان والمحامين الذين دعموا الدعوى القضائية عن سعادتهم بالحكم. ويقولون: "إن الحكم يضمن معاملة طالبي اللجوء في ألمانيا معاملة عادلة وحصولهم على إعاناتهم الاجتماعية بطريقة تحترم كرامتهم".
ومع ذلك، لا يوافق بعض السياسيين والموظفين الإداريين على ذلك. فهم يخشون من أن المدفوعات النقدية يمكن أن تجعل الإدارة أكثر تعقيدًا وتؤدي إلى إساءة الاستخدام. ويقولون إن بطاقات الدفع أداة مهمة لضبط وزيادة الكفاءة في النظام الاجتماعي.
العواقب والتوقعات
يترتب على حكم محكمة هامبورغ الاجتماعية آثار كبيرة على السياسة الاجتماعية في ألمانيا. ومن المحتمل أن تضطر العديد من المدن والبلديات إلى إعادة التفكير وربما تغيير ممارساتها عند إصدار بطاقات الدفع. وقد يؤدي الحكم أيضاً إلى إثارة نقاش حول الإعانات الاجتماعية لطالبي اللجوء على المستوى الاتحادي.
وقد أعلنت سلطات الرعاية الاجتماعية في هامبورغ أنها ستقوم بمراجعة الحكم والنظر في الطعون المحتملة. غير أن بطاقات الدفع ستظل قيد الاستخدام حتى صدور توضيح نهائي.